*بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*
قال ونستون تشرشل الحرب: قرار , الهزيمة: تحدي , النصر شهامة , السلام ارتياح.
فالى الذين يظنون بأن سماحة السيد سيتخذ قرار الحرب عليهم ان يعيدوا حساباتهم جيدا فنحن امام قائد سماوي لا يصغ لأهل الارض ولا تعنيه الحسابات الدنيوية وماذا سيقول الاخرين ،هو يمتلك فائض قوة ولكن الى جانبها فائض من الحكمة هو من أشد الأشداء على الكفار ولكنه من الرحماء على المؤمنين هو يتألم لمشاهد المجازر في غزة ويعتصر قلبه الما على معاناة شعبها ولكنه يدرك بأن قتل اطفال الجنوب والضاحية لن يعيد الذين استشهدوا وهم بعين الله فالأسرائيلي اليوم عبارة عن ذئب جريح يريد ان يطفىء هزائمه بأيلامنا بأحبتنا وهو ليس الكيان القديم المتماسك الذي يحسب حساب لقتلاه من العسكريين ولا الذي كان مقيدا بأمن جبهته الداخلية فلقد اسقط هذه المحرمات وبات مقتل الجنود والمستوطنين بالنسبة له ضريبة لا بد ان تدفع وهي مقبولة طالما انه يسقط مقابلها اضعاف الاضعاف من المدنيين وبالتالي القوة على ردعه لم تعد كالسابق وما يفرمل اندفاعته هو الخشية من الهزيمة الساحقة والتي قد تدفعه الى استخدام سلاحه النووي فقصة شمشون وهدم المعبد علي وعلى اعدائي هي في صلب عقيدته ومنصوص عنها في العهد القديم وبالتالي فأن سماحته ينظر بالعين الاخرى الى هذا الكيان المترنح الأيل للسقوط التلقائي تحت تأثير الضربة الحمساوية التي
هدمت اثنان من اهم اركانه التفوق الأمني التكنولوجي والأمن المجتمعي الداخلي
اضافة الى خسارته معركة الرأي العام حيث احرج حتى اقرب حلفاءه وداعميه
لدرجة انهم طالبوه بمراعاة قوانين الحرب ومن منحه شيك دموي مفتوح الى عداد زمني يتوقف عليه مستقبل نتنياهوو السياسي وعودة الفرنسي للحديث عن الحق الفلسطيني بعد ان طالبه ماكرون بالقضاء عليهم باعتبارهم اعداء الحضارة
وبالتالي فقدان الدعم الاعلامي والتنصل من الدعم العسكري المباشر اما الاساطيل وحاملات الطائرات فهي للدعم المعنوي ومحاولة لعدم اندفاع جبهات اخرى
وقد اعلنت بأنها لن تنزل الى اليابسة للقتال بعد ان عادت اليها جثث قوات النخبة التي شاركت في الهجوم البري وبالتالي فأن سماحة السيد يرقب هذه المواقف ويدرسها بعناية ويرى اسرائيل وهي ذاهبة نحو الانتحار ومستوطنيها فقدوا الثقة تماما بدولتهم المزعومة وبدأوا رحلة الهجرة المعاكسة وهي في اضعف حالاتها منذ نشأة هذا الكيان والمقاومة ما زالت هي المبادرة وزخمها الصاروخي في ازدياد وعملياتها النوعية مستمرة بوتيرة متصاعدة واعداد قتلى الصهاينة في ارتفاع ويعانون الفشل تلو الفشل الى ان اصبحت معنوياتهم في الارض ولم يتبقى امام نتنياهو الكذاب سوى ان يحاول جر الأطلسي الى هذه المعركة من خلال انخراط الحزب في المعركة بشكل مباشر فهل يمنحه سماحة السيد طوق النجاة وهو يشاهده يغرق في بركة دماء الأبرياء .
سماحة السيد يدير المعركة العسكرية والنفسية بمبضع الجراح فهو منذ اليوم الاول فتح جبهة محسوبة ومدروسة عسكريا حققت كل الاهداف المرجوة على مستوى المشاغلة وتهجير سكان المستوطنات وحجز قوات كبيرة للصهاينة
تحت وطأة الخوف من اجتياح رجال المقاومة لمواقعهم وعلى مستوى الحرب النفسية تدرج من الصمت الى الصورة الثابتة الى الصورة المتحركة ودلالتها
وصولا الى الظهور الذي قد يكون علني لتوجيه رسائله الفرط صوتية التي سيكون مفعولها امضى من سلاح نووي لما ستتركه من علامات استفهام والغاز ورموز لن يستطيع العدو فك شيفراتها بسهولة وسيترك الصهيوني معلقا بين
مطرقة الخوف وسندان الترقب فهو لن يعطيه حربا ولن يعطيه امانا وذلك من خلال المعادلات الجديدة التي سيطلقها سماحته في خطابه غدا وكلامه لن يكون موجها للصهاينة فهو يعلن انهم مجرد ثكنة لحماية مصالح الاطلسي ولهذا سيكون خطابه موجها للأصيل ناطقا بأسم كل المحور وسيركز سماحته على كم المفاجأت التي ستظهر في الميدان ان لم يرتدع العدو عن المضي في عدوانه.
اعتقد بأنه لم يحن الاوان لمعركة هرمجدون ولا داع لدفع كلفة عالية لأزالة هذا الكيان المصاب بجراح بليغة لن يتعافى منها خاصة انه في حالة جنون فلنتركه يتجرع مراراة الهزيمة التي ستلقي بظلالها على مجتمعه الذي سوف يبدأ عملية محاسبة ومراجعة لكل وعود هذا الكيان الزائف وسوف نشهد انقساما عاموديا داخله يؤدي الى تفتيته وبالتالي سيقدم لهم سماحته نصيحة للرحيل . .
لندع هذا الانتصار يكتب بأسم غزة التي هي بدأته وهي من تنهيه دون ان ننسى الدور الهام الذي لعبه مقاومينا الابطال الذين استشهدوا منهم وأولئك المتربصين بالعدو ليل نهار.
برأيي ان هذه الحرب قد بدأت تضع اوزارها ومن حق المقاومة ان تحتفل بأنتصارها في اول معركة على طريق تحرير الأقصى .
هذه وجهة نظر قد تكون غير صائبة وبالتالي فأننا نعلن بأننا خلف اي قرار يتخذه سماحة السيد هاتفين له عالحلوة وعالمرة معك وسنخوض البحر معك فأنت الأمين المؤتمن على الارواح .
وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم
